البقرة والثور

بسم الـله الـــرح ــمن الرحيم


جحــآ و القــآضي


كان قاضي المدينة التي يعيش فيها جحا لا يحكم بالعدل و إنما يحكم كما يحلو له و دائما لا يعدل بين الناس..

و حدث يوما أن بقرة جحا نطحت ثور القاضي و مزقت أمعائه و قتلته..

فخاف جحا من انتقام القاضي و فكر في حيلة يدافع بها عن بقرته و ينجو بحيلته من ظلم القاضي..

ذهب جحا إلى قاعة المحكمة فوجد القاضي في مجلسه يحكم بين الناس فبدأ جحا شكواه قائلا: (ثور القاضي نطح بقرتي.. !)

أجاب القاضي: ( أمر عادي .. ما أكثر ما يتشاجر الثور و البقرة و لكن في النهاية يتحابان و يتصالحان )

قال جحا: (لكن الثور في هذه المرة بقر بطنها و مزق أمعاءها و قتلها..)

صاح القاضي: (خبرني أيها الذكي ماذا تريدني أن اصنع.. ماذا تريدني أن أقول لحيوان أعجم لا يفهم لا يعقل

فمثل هذا الحيوان لا لوم عليه فيما يفعل كيف انتقم من الثور؟؟ و كيف أعاقبه ؟؟ قلي يا ذكي ! اسمع يا جحا

ثوري و بقرتك دابتان لا تعقلان و لا يمكننا أن نحاسبها على ما يفعلان )

اشتد فرح جحا بما سمع من القاضي بعد أن وقع في الفخ الذي أعده له.

قال جحا لنفسه: ( الآن وصلت بحسن حيلتي إلى غايتي و حققت طلبي بعد أن أوقعت القاضي الماكر في الفخ

و دفعته إلى إظهار رأيه و إعلان حكمه في القضية أمام جميع الحاضرين.. حان الوقت لأعرض قضيتي على

حقيقتها )

قال جحا للقاضي: (صبرا صبرا أيها السيد الكريم إن ألمي للحادث حيرني و افقدني عقلي و انطق لساني بعكس

ما حدث آسف يا سيدي لهذا الخطأ الذي وقعت فيه بلا قصد !)

تغير لون القاضي و بدأ عليه الاضطراب و الفزع و سأل جحا: (ماذا تقول أيها الخبيث وضح كلامك !!)

قال جحا : (أخطات يا سيدي حين قلت إن ثور القاضي نطح بقرتي و الصحيح هو العكس إن بقرتي نطحت ثورك

و مزقت أمعائه و قتلته !)

ذعر القاضي مما سمع و اشتد غضبه و صرخ في جحا : ( ماذا قلت يا لك من ماكر خبيث تسرعت في روايتك

فجعلتني أتسرع في حكمي.. أنسيت الحكمة القائلة: في العجلة الندامة و في التأني السلامة !! أعد ما قلت يا

جحا لعلي أسترد حكمي و أصحح خطئي فيما حكمت !)

لكن جحا اشهد الحاضرين على حكم القاضي و حذره من التراجع فيه.. و ضج الحاضرون بالضحك فوقف

احدهم و قال: (قد حكمت أيها القاضي و انتهى الأمر ..) لم يجد القاضي سوا أن يبرئ بقرة جحا ..

خرج جحا من قاعة المحكمة و هو سعيد لأنه برأ بقرته و اجبر القاضي على أن يحكم عدلا